السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله جميعاً , و أهلاً و سهلاً بكم , في قسم التراث مع صحيفة ثادق الإلكترونية ~ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع شكراَ لزيارتكم.


برج المرقب المشهور في بلدة رغبة


*برج المرقب:.

وهو من الآثار المشهورة في بلدة رغبة ومعلم بارز من معالمها عندما يذكر برج المرقب تذكر بلدة رغبة فهو مقترن بها ، يعانق السماء ويرى من بعد من شدة ارتفاعه رغم أنه مبني من الطين دون أن يسبق هذا البناء تخطيط هندسي أو مواصفات فنية لشرط التنفيذ. وأن أهل البلدة أنشؤوة بمساعدة رجل متخصص في البناء من أهل ثادق يسمى إبراهيم بن سلامة وأنه استخدم في بنائه الحجر والطين, وأن هذا البناء صنعته أيد ماهرة ذات خبرة عالية في تنفيذ ما تصورته في ذلك الزمن, ومما يثير دهشتك وإعجابك طريقة إنشائه, حيث بني بطريقة هندسية متكاملة متناسقة , تؤدي الغرض الذي أنشئ من أجله, في زمن لم تكن النظريات الهندسية شائعة مثل ماهي عليه الآن من الحسابات المدروسة وإتباع المدارس الإنشائية, فالهندسة المعمارية فن, وهذا الصرح دليل حي قوي على أن الهندسة حقاً فن وذوق إذ ينم عن ذكاء لامع أدى إلى إبداعه , ففي وقتنا الحاضر لا يتم إنشاء أي مبنى إلا حسب نظريات هندسية وقوانين وحسابات دقيقة لكل جزء من أجزاء المبنى, ومثل هذا البناء المرتفع والشاهق في زمنه, إذا ما نظرنا إليه نظرة فنية أو هندسية فإنه يتملكنا العجب, إذ كيف تم تصور ضغط الرياح على بناء بهذا الارتفاع ؟ وكيف تم حساب تحمل التربة التي ستحمل هذا الوزن على مساحة القاعدة مثلاً ؟ ومما يثير إعجابك أكثر عندما ترى قياساته على الطبيعة فتلاحظ أنها استوفت كامل الشروط الهندسية بشكل صحيح, مكنت البناء من المحافظة على كيانه وهيكله المعماري, ومع انه تم ترميمه أكثر من مرة إلا أن هيكله هو الأساس ودقة قياساته هي التي ساهمت في بقائه شامخاً حوالي القرن والنصف, متحدياً العوامل البيئية والجغرافية ليكون شاهداً على فترة حضارية ضمتها هذه المنطقة المتميزة في قلب الجزيرة العربية.بني هذا البرج الشاهق في حوالي 1297هـ أي منذ حوالي 126عاماً وهو صامد وكأنه بني منذ أيام . توالت عليه هذه ((السنين)) وهو على حالته التي بني عليها وهذا بفضل الله ثم بفضل الرجال الذين حافظوا عليه شامخاً كما هو معلماً تاريخاً وأثرياً بارزاً و يبلغ طول هذا البرج22متراً أي ما يعادل بناية من سبعة أدوار تقريباً وهو ذو شكل اسطواني مقسم إلى ستة أجزاء ، ويبلغ قطره في الأسفل حوالي 5،4مترات ثم يقل مع كل علو حتى يصل في نهايته إلى حوالي المتر تقريباً ويقع الباب من الجهة الشرقية وهو جهة البلدة ولعل الحكمة من وجوده في الجهة الشرقية هو من الناحية الأمنية للدخول أو الخروج منه أو حتى يتمكن الأهالي من مراقبة الباب أيضاً وهو في أسفل البرج ويعتبر هذا عيناً للبلدة من كل من يقصدها سواء بالشر أو بالخير حتى يكونوا في أتم الاستعداد له و حيث أن الناس كانوا هم المسؤولون عن حماية أنفسهم قبل توحيد المملكة واستتباب الأمن والأمان.أما الآن فقد أصبح عبارة عن نموذج أثري فقط للذكرى ويوجد بالبرج إحدى عشرة فتحة تسمى مزاغير ووضعت لسببين :الأول للتهوية تظراً لطول البرج ولكونه ضيقاً .
الثاني لإخراج رؤوس البنادق ورمي الغزاة بها عند الحاجة إلى الرمي بالسلاح.قام الأهالي بالتعاون في بنائه ولكن وبعد أن أنتصف العمل به لم يستطع أحد الصعود في الأعلى لإكماله . حيث استعان الأهالي بإبراهيم بن سلامة من أهالي ثادق لإكمال البناء والإشراف عليه . وبني البرج بعمود في داخله مكون من مجموعة من القطع الصخرية وتسمى ((خرز)) بنيت على شكل عمود من الأسفل حتى العمود الأعلى وقد ربط هذا العمود بجدران البرج ، حيث وضع بداخله درج حلزوني حتى الأعلى وهو مكان الرقيب.ويبلغ عدد درجات البرج 73درجة ، وعندما زار الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بلدة رغبة وشاهد البرج أمر بترميمه فرمم في عام 1394هـ وكانت زيارته قد تمت قبلها بسنتين أي في عام 1392هـ وذلك في عهد الملك فيصل رحمه الله
وقد كان الأهالي يختارون الرقيب الذي يقوم بالعمل به ممن هم من أهل التقوى والصلاح ويشهد له بالسيرة الحسنه والنزاهة وكذلك حدة البصر حتى يشاهد المنطقة من بعد .ومن أشهر من عملوا به هو ناصر بن منصور العريني حيث كان الرقيب يشرف على بيوت القرية ومزارعها وكل من تحته مما يستوجب الأمانة.وخوفاً عليه من الانهيار والسقوط من الأمطار والسيول التي تجتمع تحته وتهدده بالسقوط فقد أمر الشيخ عبدالرحمن بن علي الجريسي رجل الأعمال المعروف وابن هذه البلدة بتجديده ووضع قاعدة خرسانية لحمايته وكذلك إنارته وإغلاق بعض الشقوق على نفقته الخاصة ، وكان ذلك في عام 1417هـ.ومن فوائد هذا البرج إضافة إلى الحماية من الأعداء هي معرفة ما يدور حول البلدة من مواشي وأشخاص ومتاع والمساهمة في البحث عنه حيث أن الرقيب في أعلى البرج يرى مسافة30كيلو متراً. ويستعمل الرقيب العلم الأحمر لتحديد الاتجاه الخطر أثناء ذهابهم إليه ، أما من هم في داخل البلدة فيستعمل النداء لأنهم قريبون منه ويبدوا عمله وكأنه برج مراقبة في مطار في ذلك الزمان
.


0 التعليقات:

إرسال تعليق