متعب العواد (حائل)
رحل الفنان الشعبي سالم الحويل (78 عاما)، متأثرا بمرضه الذي عانى منه طوال السنوات الـ15 الأخيرة من حياته، على الأقل لم يثر الكثير من الضجيج حول مرضه، عندما كان المرض قد نال منه إلى درجة قصوى، ولم تعد إمكاناته الشخصية تحتمل المزيد من النفقات العلاجية. كان رحيل «صوت الغناء» الشمالي الأصيل «أبو ميثاء»، الذي انتشر وتمددت مساحة المعجبين به لتشمل كل الوطن والخليج العربي، في وقت كان الانتشار فيه أصعب من الحفر في الصخر، ولا يتأتى إلا لأولي الموهبة من الفنانين، ففي زمن الأسطوانات كان «أبوميثاء»، وهذه الكنية المفضلة لدى المعجبين بفنه، ينتشر ويتوهج ويوسع قاعدة المعجبين بصوته وأغانيه الممتلئة بالشجن والحنين والحب والعاطفة، رحل مخلفا إرثا فنيا غزيرا، وشغفا بالغا في إثراء الغناء الشعبي السعودي. سالم الحويل، صاحب «ألفية ابن عمار» الأولى، دخل الألفية الثالثة راقدا على فراش المرض في منزله الشعبي المتواضع في أحد أحياء الرياض الأكثر تواضعا، وهي أغنية ألفية ابن عمار ذات الــ (216) بيتا، وابن عمار هو الشاعر محمد بن راشد العمار المولود في بلدة ثادق عام 1295هـ، والمتوفى ــ رحمه الله ــ عام 1367هـ، يقول سالم الحويل ــ يرحمه الله ــ أنني عندما سمعت جزءا من هذه القصيدة من أحد الرواة عرفت من الوهلة الأولى أنها مشروع أغنية ناجحة. الحويل أحد مؤسسي الفن السعودي في الخمسينيات الميلادية، وهو الفنان القديم الذي أعطى كل ما عنده، وأصبح جزءا من موروثنا المرتبط في أعماقنا وذائقتنا الفنية، هو من مواليد عام حائل 1355هـ، له من الأبناء «ميثا وعبير وعثمان وعهود»، قضى معظم حياته في تقديم الفن الشعبي وتقديم القصائد الرائعة التي ما زالت حديث المجتمع الخليجي والعربي.