إبراهيم بن حمد بن محمد آل الشيخ |
كان لأهل ثادق والمحمل مواقف مشرفة لمناصرة الدعوة عند انطلاق الدعوة الإصلاحية التي قادها الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب، فأكثر انطلاق الجيوش في توحيد الدولة التي غيرت الموازين كانت من بلدة ثادق، سواء في الدولة السعودية الأولى أو الثانية، فكان منهم القادة والعلماء. الحمد للجبـار مجــري مجــري الأقدار تسعين ليلة يضرب الطوب باحجار نحمد الله بارودنا قبل بارودهم ثار الواحد اللي ماله شبيه يدزادي لولا ثبات الله رحنا رمادي نصر من الله بين حاضر وبادي وفي مؤلف كتاب «كيف كان ظهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب» وهو لمؤلف مجهول ((فلما أنه ملك الحساء وصارت تحت يده قامت عليه الناس قومة واحدة، وأقام يجاهد بكل شهر ويجهز العساكر، وعمّر بالحساء قصر يسمى صاهود وأقام به أناس لأجل الحرس بالليل والنهار لئلا يداهمه أحد من العدوان». وأما الحساء فأعظمها قريتان اسم واحدة الهفوف وهي الآن مدينة عظيمة وفيها عمارات مزمنة من عمار أهل أول، وعمّر قصراً آخر في مدينة المُبرَّز وأسكن به سليمان بن ماجد وهو من أهالي نجد شديد البأس شجاع... والله أعلم بالصواب)).ثم ذكر المؤلف: ((في غزوة غزاها سليمان بن ماجد على ناحية نجران وحصرهم في مدينتهم وعمر حصناً قبلهم، وقتل منهم سبعين رجلاً، ولما أراد التوجه إلى أهله وضع في الحصن الذي عمره ثلاثمائة رجل ورجع)). القائد: محمد العميري القائد: شديد اللوح قال ابن بشر في حوادث 1233هـ ((أمر الإمام عبد الله بن سعود محمد العميري وعدة رجال معه من أهل ثادق والمحمل وأمر الجميع أن يسيروا إلى بلد ضرما ويدخلوها ليصيروا عوناً لأهلها ورداءً لهم فساروا إليها ودخلوها)). وفي حصار الدرعية كان فيها ((وأهل المحمل ورأسهم محمد العميري ومعهم غيرهم وفي رأس جبل ناظره الحجيرة الكبيرة المحطمة بالحجارة وفيها شديد اللوح وهم أهل صفرة البلد المعروفة في المحمل ومع عدد رجال من أهل بلده وأهل الدرعية وغيرهم )). وممن قتل في حصار الدرعية ((ومن أهل بلدة ثادق والمحمل نحو أربعين رجلاً)). وذكر الشيخ عبد الله بن خميس:((وتحصن شديد اللوح وهم بلدة الصفرة المعروفة في المحمل على رأس ذروة جبل ناظره في حجبرة كبيرة محكمة بالحجارة ومعه رجال من بلده ومن الدرعية وغيرهم، وكان القتال في ذلك الموقع شديداً، وقد صبر هؤلاء المرابطون البواسل صبراً جميلاً ولم ينلهم مكروه، وصار لشديد اللوح شهرةً بسببها)). الدولة السعودية الثانية بعد سقوط الدرعية وانتهاء الدولة السعودية الأولى، عمت الفوضى والاضطراب جميع البلدان، حيث كانت الحملة المصرية ترتكب السلب والنهب والقتل واضطهاد الأهالي، من رفع الضرائب تحت سياط التعذيب والقتل، ويصف ذلك ابن بشر في حوادث سنه 1236هـ :((فنزلت العساكر البلدان واستقروا في قصورها وثغورها وضربوا على أهلها ألوفاً من الريالات، كل بلد أربعة آلاف وعشرة آلاف وعشرين ألف ريال. فأخذوا أولا من الناس ما عندهم من الدراهم، ثم أخذوا ما عندهم من الذهب والفضة، وما فوق النساء من الحلي، ثم اخذوا الطعام والسلاح والمواشي والأواني، وحبسوا النساء والرجال والأطفال وعذبوهم بأنواع العذاب، واخذوا جميع ما بأيديهم، فمنهم من مات بالضرب ومنهم من صار منه عائباً... الخ)) ((وفي بلدة ثادق ضرب عبد الله بن علي بن حيدر وعبد الرحمن بن ماجد وماتوا، وضرب غيرهم)) واختل الأمن وصار في كل بلد أمير شاهر سيفه بمحاربة البلدان التي تليه. ذكر ابن بشر في أحداث 1236هـ ((وتعذرت الأسفار بين بلدانه على قربها حتى إن أهل البلد التي تليها مع قرب بعدها من بعض يأخذون عدة أيام وأشهر لا يأتيهم خبر من البلد التي تليها مع قرب بعضها من بعض)) كل هذه الأحداث كانت حافزا للإمام عبد الله بن تركي على العودة إلى ميدان الجهاد لإنقاذ قومه من شر حكم فرض عليهم فأخذ يتنقل من بلدة إلى أخرى حتى عام 1239هـ حين طلب أهل ثادق والمحمل القدوم عليهم لنصرته. ذكر ابن لعبون في تاريخه أحداث 1239هـ :((وسعى أهل ثادق في جذب تركي هم وأهل محمل إليهم، وركبوا وبايعوه فأقبل في شوال إلىثادق ثم : كاتب أهل سدير وسلموا له)) وذكر ابن بشر في أحداث سنة 1239هـ:((فلما نزل بلد ثادق كتب إلى أهل سدير انه من كان سامعاً مطيعاً فليكن عن الحرب والفتنه ويقبل إلي، فلما ورد عليهم رسوله وكاتبه لم يسعهم إلا المتابعة والسمع والطاعة فركب إليه جميع رؤساء سدير وبايعوه، ثم استنفر الإمام تركي أهل بلدان المحمل فنفروا معه وركب معهم الشيخ العام التقي القاضي : محمد بن مقرن. ثم استنفر أهل المحمل فدخل جلاجل ثم أخضع المجمعة ووفد إليه رئيس الغاط وأهل الزلفى وكاتب أهل الوشم وغيرهم ثم حاصر حريملاء ودخلها عنوة ثم سار بمن معه إلى منفوحة فسلمت له)) وفي عام 1240هـ حاصر الرياض ودارت بينه وبين حامية الترك انتهت بانتصار الإمام تركي ودخوله الرياض. الشيخ عبدالرحمن بن عزاز : عينه الإمام فيصل بن تركي إماما وقاضياً ومفتياً للجيوش التي كانت تجاهد , كان آخرها تعيينه إماما للسرية التي أرسلت إلى عمان بقياده سعد بن مطلق المطيري عام 1264هـ في معركة العانكه باسم الموضع الذي حدثت به. ذكر ابن بشر في حوادث سنه 1264هـ : ((وممن قتل فيها إمام أهل ثادق عبد الرحمن بن عزاز وهو قاضى الغزو وإمامهم)) الأمير سعد بن محمد بن يحي بن سويلم : تولى إمارة ثادق بعد عودة الإمام فيصل بن تركى من مصر عام 1259هـ واستمر فيها حتى قتل في عنيزه عام 1270هـ.قال بن عيسى ((أرسل الإمام فيصل بن تركى ابنه عبد الله لمحاربة أهل عنيزه , فسار عبد الله بن فيصل بغزو أهل نجد من البادية والحاضرة وقصد القصيم ونزل الوادي في ذي الحجة من السنة المذكورة وقطع جملة من نجل الوادي , فخرج عليه أهل عنيزة فحصل بينه وبينهم وقعه بالوادي قتل فيها سعد بن محمد أمير ثادق وست رجال غيره)) |